بحث

ضباب

"كان هكتور في قاع الموجة، الموجة التي كانت بنفسها في قاع المحيط، المحيط الذي كان بنفسه في قاع الكون ، ثمة أمر ما يجعله يشعر بأنه صغير"

شهر

ديسمبر 2016

بحر ساركاسو الواسع : أذنٌ تصغي للوعيد الأخضر.

يكتب روي بورتر في كتابه تاريخ موجز للجنون عن الجنون الذي ظنه الناس عند بداية البشرية: تلبسٌ شيطاني أو إلهام رباني. وتقول جين ريس في روايتها “بحر ساركاسو الواسع” : ” الشيطان أمير العالم. لكن هذا العالم لا يدوم طويلاً لإنسان فانٍ” ،  هذه الرواية يحركها هذا الجنون الشيطاني الذي يربو في ظل تنشئة وحشية لفتاة صغيرة تدعى انطوانيت. الأمر الذي يبدو مبرراً جداً عندما نعرف أن لديها استعداداً لتكون مجنونة، لأن أمها السيدة المارتتينيكية الفاتنة والتي ترقص دون الحاجة الى موسيقى وتصعد في رقصها كالومض سبقتها الى ذلك بعد أن فقدت طفلها الصغير في حريق تسبب به أهالي قرية كوليبري. الأمر الذي يدعونا للتساؤل مرة أخرى جديدة : ما هو الجنون؟ متى نستطيع أن نطلق على أحدهم بأنه مجنون؟ هذا الذي يكمله روي بورتر في كتابه وهو السؤال ذاته الذي سيدفعك لمواصلة قراءة هذه الرواية من جملتها الافتتاحية : ” يقولون عند المتاعب رصوا الصفوف، وهكذا فعل البيض. لكننا لم نكن  في صفوفهم، فالنساء الجامايكيات لم يعترفن بأمي أبداً، ((إنها تشبه نفسها فقط)) كما قالت كريستوفين.”

متابعة القراءة “بحر ساركاسو الواسع : أذنٌ تصغي للوعيد الأخضر.”

“تحت وطأة العواطف العنيفة”

في ليلة شتائية في الكويت ، اجتمع الحضور لمشاهدة احد افلام المخرج السويدي انغمار بيرغمان في رابطة الأدباء ، وبدعوة من ملتقى سين السينمائي، كنت المسؤولة عن تقديم الفيلم آنذاك. لا اعرف لم إخترت حينها ان أقول، اتمنى لكم ليلة دافئة. يحضرني الآن عند هذه الكتابة بيت شعري من قصيدة طويلة للشاعر اللبناني بسام حجار يقول فيه “المساء يصنع فكرة البيت” . هذا بالضبط ما دفعني لهذه البداية،  ان افلام بيرغمان تصنع فكرة الدفء بتفانٍ كبير، وأنا لا أعرفها الا على هذا النحو، بيرغمان في افلامه التي ترصد العلاقات الانسانية الشائكة ، والتفاصيل بالغة التعقيد في الحياة الإنسانية والتي لم يغفل عنها على الرغم من طرق افلام كثيرة له للأسئلة الكبرى: من خلق الكون؟ وماهو الموت؟ إلا ان ثيمات أعماله الأثيرة بالنسبة لي، هي تلك التي تعالج الطفولة، الماضي، ومواجهة الانسان وحيداً لهذا العالم بحقائقه الموجعة. عند مشاهدة أفلام بيرغمان يحكني جلدي، كأنما يسري شيء شديد السخونة تحته، وتبقى عيناي معلقتان في المشاهد بتطرف لافت للإنتباه، والغريب أن هذا متكرر في كل مرة أشاهد فيها نفس الفيلم الذي فاجئني في المشاهدة الأولى. متابعة القراءة ““تحت وطأة العواطف العنيفة””

أنشودة المقهى الحزين

تدور أحداث هذه الرواية في  بلدة صغيرة موقعها الجنوب الأمريكي تحديداً في ولاية جورجيا. يظهر هذا المكان قصياً ومنفصلاً عن غيره على نحو أسطوري وساحر ، مكان بعيد الا أنه يتكئ على مفردات هذا العالم الذي نعرفه حيث الوحشة والسأم والقلوب المحطمة ونكران الذات ، والحب والخذلان. هنالك شخصيات تظهر أكثر من غيرها في هذا المقهى ، الآنسة ايميليا صاحبة المقهى والتي تعاني من السأم إذ أنها عندما لا تستطيع مواجهة الأشياء تهرب منها، كما حدث عنما سقط الثلج في البلدة لأول مرة ، أقفلت النوافذ والأبواب وجلست في مكانها تنتظر دون أن تفكر في الأمر، على العكس منها تماماً الشخصية الثانية ، المحبوب ، الأحدب لايمن قريب الآنسة ايميليا كما يدعي، و الذي يمثل دور النقيض في هذه الحالة ، حيث يذرع البيت مستثاراً لذات السبب. وهكذا نصل الى الشخصية الثالثة فهو المحب مارفن ميسي زوج الآنسة ايميليا سابقاً ، لكن  زواجهم لسبب ما لم يستمر أكثر من ١٠ أيام.

متابعة القراءة “أنشودة المقهى الحزين”

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: