أعترف أنني استسلمت لك لأنني كنت بحاجة للعاطفة وأنت الوحيد الذي منحتني إياها بكل ذلك السخاء، وأنني معك لم أكن أقف على قدمين، لم أعرف طبع الأرض، كنتُ أمثل دوراً حالماً عندما أنظر إليه اليوم أراه في غاية البراءة والعفة، لماذا اذن يعذبني غيابك الى هذا الحد؟ حاولت مراراً وبمشقة لن يعرفها أحد سواي الكشف عن كل دوافع حبك، هل رأيت فيك الأب الذي لم يكن يوماً لي؟ لا لم أفعل، هل كنت خياري الوحيد، لا لم تكن كذلك، هل أحببتك لأن هذه العلاقة مستحيلة، صعبة، وأنت بعيد جداً، على الأرجح أن هذا السبب تحديداً هو الأقرب لطبيعتي، فأنا لم أعرف مشاعر المنافسة مع الآخرين يوماً للحصول على شيء ما، لم أتوقف عن مسابقة نفسي، هي هدفي الوحيد، المرمى الذي فشلت دوماً في التسديد إليه، وفشلت كذلك في الحفاظ عليه آمناً. وحالما أدركت ذلك كله، ظننت أنني نجوت، لكن السؤال عاد مجدداً وبطريقة لم أحتملها، هل هنالك حب إذن؟ هل رأيتك طيلة كل تلك السنوات؟ وهل أختلق هذه المجادلة، لكي أهرب من واقع أنك لم تعد موجوداً ولم يعد بالإمكان أن أحبك بكل هذا العنفوان الذي ينبض به قلبي لأجلك.

متابعة القراءة “هذه الرسالة ليست وصفاً أدبياً”