لو استيقظت شيخة من نومها الأبدي، ستفاجأ جداً، أنني ما زلت أرثيها، بعد عام على غيابها، لم يكن بيننا علاقة خاصة أنا وهي، لكنني أتذكر جيداً، ذلك التوتر الذي تسبب به وضعنا في صف واحد في السنة الثانوية الثانية وقبل الأخيرة، ذلك أنني كنتُ الأولى على صفي، وكانت هي كذلك. حملتْ شيخة عني أفكاراً، عندما أتذكرها الآن، أشعر أنها تنبأت باكتئابي قبل أن أعرف به أنا نفسي، فعندما بدأتُ بالتغلب عليها في العام الدراسي الأول الذي جمعنا معاً، قالت أن لديّ استراتيجية خبيثة في التعامل مع المعلمات، فأنا متفوقة ومندفعة ولا يمكن مجابهتي في الشهرين الأولين فقط، حتى أكسب احترام الجميع وثقتهم، وبعدها لا أكون أكثر من شخصية كسولة ولا مبالية. في الحقيقة لم أكن أقصد هذا كله، لكن شيخة لم تعرف هذا يوماً. شعرتُ بالتهديد، وبأنني جزء من الزمن، هذه الترسانة التي تصم الآذان إذا ما توقف أحد لملاحظة مرورها، صرنا نموت، مثلنا مثل الآخرين، إننا فعلاً هنا الآن، في هذه الحياة نفسها التي تصبح عرضة لمثل هذه الحوادث، الموت.
أحدث التعليقات