ظننت بعد قراءة السهل المحترق لخوان رولفو أنني لن أحب مجموعة قصصية بنفس القدر، حتى قصص ماركيز التي أحببتها أكثر من رواياته لم تضاهي سحر خوان رولفو والأغاني الشعبية التي كتبها في سهله المحترق، وقبل أيام اقتنيت مجموعة ريموند كارفر “عم نتحدث حين نتحدث عن الحب” لأنني قرأت في عام ٢٠١٥ النص الذي عنونت به هذه المجموعة القصصية في مدونة أحمد الحقيل وبترجمته، ولفتني منذ ذلك
“لكي تمشي، تحتاج إلى البدء بقدمين”
مدخل:
” المشي ليس رياضة” – فريدريك غروس
“كان يمكن لو كنت أسرع في المشي.. أن أتشظى وأصبح خاطرة عابرة “. – محمود درويش
متابعة القراءة “قصة قصيرة: “لكي تمشي، تحتاج إلى البدء بقدمين””
ما أحبه في امتلاك شقة كهذه، والارتباط برجل مشغول طوال الوقت، عدا أنه ممل ولا يعرف شيئاً عن اكتئابه، وتلقائية عدم اكتراثه بالأشياء من حوله، خصوصاً تلك التي يحبها بشدة، أو يعتقد أنه كذلك، أن بإمكاني الاستحمام في أي وقت أشاء، لا يحس عادة وهو نائم بأي شيء. يمكنني أن أنسل من الفراش بسهولة وأن أفتح صنبور الماء في الحمام حتى في الثالثة فجراً، وعندما أخرج لن يستطيع تمييز رائحة صابون البرتقال الذي أحب ولن يتخيل أن شخصاً قد يضيع فرصة النوم ليلاً من أجل فكرة صبيانية كالاستحمام لمجرد الاستمتاع بذلك.
كان ينظر إلىّ ورأسه في مستوى ركبتي، متوسلاً أن أفصح له عن الأسباب التي دفعتني لخيانته، وبدا في تلك اللحظة، أننا على قيد الحياة، وأن شيئاً ما ينبض فعلاً في ذلك الهواء، ونحن في معركة صغيرة حتى وان كانت في أدنى الخارطة، في مكان ناءٍ لا يعترف به أحد. حدقت الى البحر، وعرفت أن الساعة التي استأجرنا فيها ذلك القارب، ستكون عقداً كاملاً من الزمان، وأنني لن أعود مالم أجب على هذا السؤال، لماذا خنته ذلك المساء مع رجل آخر؟
أحدث التعليقات