عندما أفكر في الكويت، لا أشعر أنها كانت يوماً خارج فصل الشتاء، أو مدينة هادئة إلا عند شواطئها، فعلى الرغم من قصر شتاء الكويت، إلا أنه طويلٌ في مخيلتي ومطلق، كنت أمشي بمحاذاة شاطئ الخليج العربي، يجفف البرد القارس كفيّ، وتصطك أسناني عندما أكون في مواجهة هبوب الريح، ثمة كراسٍ خشبية موزعة على طول الطريق قبل المطعم الإيراني بجانب أبراج الكويت، أجلس هناك على آخر كرسي، أفتح كتابي وأقرأ حتى يحل المساء، وعندما يحين موعد العودة الى غرفتي، أتنفس بهدوء كمن يرغب في حبس أكبر كمية ممكنة من هواء البحر، لأنه يعرف جيداً أن هذا المكان لن يدوم وأنه لن يعود إليه بعد مدة من الزمن.

متابعة القراءة “البعيد”