بحث

ضباب

"كان هكتور في قاع الموجة، الموجة التي كانت بنفسها في قاع المحيط، المحيط الذي كان بنفسه في قاع الكون ، ثمة أمر ما يجعله يشعر بأنه صغير"

شهر

جانفي 2019

تحزنُ وحيداً في غرفتنا.

ما لشيء الذي اقترفناه لنستحق هذا المصير؟ أقول لنفسي، ما كان ينبغي عليّ أن أعرف ما أريده منك، ومن أي رجل كان، يقتضي الحب شيئاً من الجهل، حين أسد نقصاً ما فيك، وتسد نقصاً فيّ، دون وعي منا، وتنتهي المعادلة على هذا النحو. لكنني لم أكن من النوع الذي يؤمن بحسابات كهذه، أعرفُ ما أريد وأقول ذلك، لأن حياتنا معاً ليست محطة. آمنت دوماً أنني وصلت عندك وهذا كل شيء، وصلتُ إليك، لسنا جسراً، لسنا مشواراً سينتهي عما قريب، لذلك لا أرغب في أن أمتحنك، لا أريد أن تشعر بما أريده من تلقاء نفسك، لا أستطيع إلقاء هذا العبء عليك، خصوصاً وأنني أعرف جيداً، أي الأعباء تلقيها علينا الحياة كل يوم. كنتُ أقول لك بورع، أنني بحاجة للتعاطف والحب، وأنني أفتقد الحنان، وأنني لم أعرف الحضن إلا في الجامعة، وأنني خجلت من كل الأحضان التي تلقيتها أو من توقع الآخرين بأن أحضنهم في الوقت الذي أحسُ فيه بالخجل من هذا القرب، أوشك على الانهيار، وصدرك، صدرك وحده يستطيع أن يجمعني. لكنك بدلاً من ذلك، رأيت أن الحب، يكمن في تفاصيل أخرى، في الإيمان بي، في أن تعرفني حق المعرفة، كنت تُعرف الحب بهذه الأفكار النبيلة، وكنتُ في اللحظة نفسها لا أريد فكرة، بقدر اللمسة، الشيء الواقعي الوحيد، الذي أستطيع به أن أصقل قدماي، اللتان تقفان بعيداً، بعيداً، في أكثر الأوهام ازدهاراً.

متابعة القراءة “تحزنُ وحيداً في غرفتنا.”

يوميات الكويت – ديسمبر ٢٠١٧

كنتُ أبحث قبل قليل، عن سيرتي الذاتية في ملفات الحاسب الآلي، فوجدتُ هذه اليوميات التي كتبتها قبل ما يزيد عن عام، في زيارتي للكويت. عشتُ في الكويت أربع سنوات ونصف لإتمام دراستي الجامعية.

المطار / مسقط – الأربعاء- ٢٩/١١/٢٠١٧

في وسط هذا الحشد الدافئ من الناس لا أشاهد إلا نفسي، أشعر بكل خلية صغيرة، تنبض الآن في ترسانة هذا الجسد الذي يحمل وجهاً شاحباً، وملامح مسحوقة لطفل ضاع في مكان ما. ما الذي يمكن قوله عن هذا كله، لا أدري.

صدفة نظرت إلى فتاة درست معي في الجامعة، أتذكر أنها درست الاقتصاد، وكانت تقص شعرها كلما طال قليلاً، حتى أننا لم نرها بشعر طويل أبداً، ترتدي اليوم قميصاً مرقطاً، وتبدو هادئة على غير عادتها، خشيت أن تتعرف عليّ، لا أريد الخوض في حوارات مبتذلة عن أخبارنا في هذه البلاد، أفضل أن تبقى بالنسبة لي الفتاة ذات الشعر القصير فقط.

تنادي طفلها ريان، الذي يلعب بمحاذة الحاجز الزجاجي الذي يفصلنا عن ساحة الطائرات، إلا أنه يستمر في اللهو، ثم تتعب لاحقاً، لا تناديه، إلا عندما يسقط فجأة.

هذه الأشياء تجسر الهوة بيني ونفسي، إذ يصبح ما هو خارجي محل اهتمامي، كل المسافات تصبح صغيرة، أفتح كتابي وأعيد قراءة الجملة السابقة التي أغلقتُ معها الكتاب لأنني اكتفيتُ منه لحظتها: “كان بها شيء من التعصب الديني، شيء من الرغبة الجامحة نحو درجة عليا من الصفاء. وكانت ترغب بقوة في أن تقتل داخلها الشخصية القديمة المزيفة، الطامحة دوماً إلى العنف، أن تضحي بها، مقابل أن تولد من جديد: نظيفة، حرة، وبالأخص: حقيقية.” متابعة القراءة “يوميات الكويت – ديسمبر ٢٠١٧”

يوميات: هل سأتخرج من الجامعة؟

30442827_2145138209050886_5610635391078064014_n

كنتُ أحلم بامتحانات الثانوية العامة حتى وقت قريب.  يحدث أن أكون في يوم امتحان الكيمياء غير مستعدة له أبداً. فأستيقظ فزعة من النوم، كانت امتحانات الثانوية العامة حدثا تراجيدياً في حياتي، فمنذ نعومة أظافري أخبرتني أمي أنها أسمتني أمل لأنني سأدخل كلية الطب تعويضاً عن عدم مقدرتها على فعل ذلك. وكان أبي عندما ينصحني بالاهتمام بالدراسة، يهددني بأنني مالم أحصل على معدل جيد لن يدفع قرشاً واحداً لتعليمي. متابعة القراءة “يوميات: هل سأتخرج من الجامعة؟”

المدونة على ووردبريس.كوم.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: